ثقافة

اقتصاد

دوليات

محليات

هل استخدام الإنترنت خطير حقا؟

شياو بينغ البالغة من العمر أحد عشر ربيعا حزينة في الأيام الأخيرة، لأن والديها منعاها من استخدام الإنترنت، وثارت بين الطرفين مجادلات. والدها، مدرس جامعي، بدأ استخدام الإنترنت منذ 4 سنوات، قال: ليست شخصا ذا عقل جامد، علمت ابنتي كيفية استخدام الإنترنت، لكن الإنترنت معقد، عندما تحرك "الفأرة"، لا تعرف ماذا سيظهر أمامك.

أولياء الأمور الذين يعترفون بجاذبية الإنترنت، ولكنهم في ذات الوقت يخشون من التأثير السلبي على أولادهم كبير، لذلك يفضلون ألا يستخدم الأولاد الإنترنت.

ثمة جدل دائم حول منح استقلالية استخدام الإنترنت للأولاد. الطرف المعارض يقول إن استخدام الإنترنت يؤثر في دراسة الأبناء؛ وموضوعات الجنس والعنف في الإنترنت تؤثر سلبيا على النمو السليم للأبناء بدنيا ونفسيا؛ واعتماد الأولاد على الإنترنت يؤثر في قدراتهم على امتلاك المهارات المعيشية والدراسية والحياتية وغيرها من المهارات الأساسية للحياة، فيصبحون ذوي طبيعة انعزالية ويجدون عوائق في معاملاتهم مع الآخرين؛ استخدام الإنترنت دائما يضعف بصر الأطفال ويزيد بدانتهم؛ يسهل كشف هوايتهم وأرقام هاتف وعناوين وأسرار بيوتهم، و تقع بعض الفتيات في "شرك الغرام".

إذن ما هو الفرق بين الأطفال الذين يستخدمون الإنترنت و الذين لا يستخدمونه؟ هل الإنترنت حقا خطير إلى هذا الحد؟

قبل أيام، أصدر الخبراء المعنيون في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية تقريرا حول وضع استخدام الشباب والنشء للإنترنت وتأثيره فيهم لعام 2000. عبر الخبراء المعنيون عن "أن هذا التحقيق يتخذ موقفا متحفظا تجاه الرأي القائل بأن استخدام الإنترنت يقلل التبادلات بين الناس". فيرى البعض أن هذه النتيجة قد تلغي بعض الآراء الثابتة المعارضة لاستخدام الشباب والنشء للإنترنت.

يقدم هذا التقرير 4 مجموعات من البيانات: يقول 50-70% من الشباب والنشء الذين يستخدمون الإنترنت لا يشعرون بالغرور عند التعامل مع الآخرين؛ من بين الشباب والنشء المستخدمين للإنترنت زاد عدد ذوي الهوايات المشتركة تعاملاتهم مع الآخرين 40%، أي أكثر بكثير من نسبة الذين قللوا معاملاتهم مع الآخرين، فنسبة الذين قللوا معاملاتهم مع الآخرين 6%؛ وبين الشباب والصبية الذين تعرضوا لتغيرات جراء استخدام الإنترنت، فيما يتعلق بالتعاملات مع الزملاء والأصدقاء، زادت نسبة هذه التعاملات 29%، بينما الذين قللوا تعاملاتهم 6%، و فيما بتعلق بالتعاملات مع الوالدين، بلغت نسبة الذين زادوا من تعاملاتهم 16%، أكثر من نسبة الذين قللوا هذه التعاملات وهي 9%.

معنى ذلك أنه من بين التلاميذ والطلاب الذين حدثت لهم تغيرات نتيجة استخدام الإنترنت، زاد كثيرون منهم تعاملاتهم مع الذين يشاركونهم في الهوايات، وجاء عدد الذين زادوا تعاملاتهم مع الأصدقاء والزملاء في المركز الثاني، وعدد الذين زادوا تعاملاتهم مع والديهم في المركز الثالث.

إضافة إلى ذلك، يقدم هذا التقرير بعض المعلومات ذات العلاقة، تبين أنه لا يوجد فرق كبير بين الأطفال المستخدمين الإنترنت والأطفال الذين لا يستخدمون الإنترنت.

أولا، لا يؤثر استخدام الإنترنت في النشاطات الدراسية للطلاب أساسيا.

ثانيا، لا يوجد فرق ملحوظ في مدة ممارسة الألعاب الرياضية بين الأطفال المستخدمين الإنترنت والأطفال الذين لا يستخدمون الإنترنت. بينما هناك فرق كبير في مدة النوم، ففترة نوم الأطفال المستخدمين الإنترنت أقل من الأطفال الذين لا يستخدمون الإنترنت بكثير.

ثالثا، فيما يتعلق بفترة التواصل مع أجهزة الإعلام الجماهيرية، الفترة الأطول من نصيب التلفزيون والكتب غير الدراسية وشرائط التسجيل لكل الأطفال سواء يستخدمون الإنترنت أو لا يستخدمونه، لا يوجد فرق كبير.

في حديثه حول هذه المسألة، أشار بو وي الباحث المساعد بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية إلى أن كثيرا من البالغين يرون ظهور الإنترنت، هذه الوسيلة الجديدة، كأنه فيضان خطير أو حيوان مفترس. في الواقع، ومنذ القرن العشرين، كان الناس يحملون نفس القلق أمام ظهور أية وسيلة نقل. وهذا القلق يكون على العنف والجنس وعدم وجود الهمة. هذا هو أحد الأسباب المهمة التي تجعل البالغين يمنعون أطفالهم من استخدام الإنترنت. لكنهم يستطيعون أيضا الحصول على مثل هذه المعلومات من وسائط أخرى بدون استخدام الإنترنت.

يرى بو وي أن الإنترنت له تأثير مختلف في أنواع مختلفة من الأطفال، في الحياة الواقعية، دائما يتصل الأطفال من الأسر غير المنسجمة أو ذات علاقات اجتماعية سيئة بالعنف بسهولة، ثم يتأثرون به. إذا حدثت مشاكل لهؤلاء الأطفال بعد استخدامهم للإنترنت، لا يجب أن نلقى المسؤولية على الإنترنت.

يعارض بعض العلماء هذا الرأي حيث يرون أنه إذا كان ليس من المناسب أن نلقي كل المسؤوليات على الإنترنت بعد حدوث مشاكل للأطفال، يظل دور الإنترنت موجودا، بل يلعب دورا حافزا. أمن استخدام الإنترنت في المدارس حاليا ضعيف، بجانب ضعف القدرة الوقائية الذاتية وقدرة التمييز للأطفال ، لذلك لا يؤيدون أن يستخدم الأطفال الإنترنت مبكرا مهما كان، معتقدين أن يجب وضع حد لعمر الأطفال الذي يستخدمون الإنترنت.

شبكة الصين / 4 مايو 2001 /