في مراقبة نوعية الصحة الدورية لعام 2003 قامت وزارة التربية والتعليم بدراسة ميدانية شملت أكثر من 110 آلاف طالب في المدارس الابتدائية والمتوسطة وفي الجامعات، وكانت نتيجة الدراسة تدني نوعية الرياضة البدنية للطلاب وارتفاع نسبة المصابين بضعف النظر.

وقد أكد /يانغ قوي رن/ رئيس إدارة الرياضية البدنية والصحة والتعليم الفني بوزارة التربية والتعليم أن الوزارة لا تستطيع بفردها تحسين بنية الطلاب، فهذه قضية اجتماعية بحاجة إلى جهود مشتركة من المدارس والتجمعات السكنية. المشكلة حاليا أن درجة الاهتمام بهذه الأمور مختلفة.

وضرب المسئول التعليمي مثلا بالتجمعات السكنية، حيث يواجه الطالب قيودا كثيرة إن هو أراد ممارسة الرياضة البدنية بعد عودته إلى البيت. أولا، الواجبات المنزلية الكثيرة، الأمر الذي يقلل وقت الرياضة؛ ثانيا، عدم وجود مواقع للرياضة البدنية في كثير من التجمعات السكنية، عدم طمأنينة الوالدين إذا خرج الابن إلى الشارع من اجل الرياضة. حتى إذا كانت توجد بعض إنشاءات رياضية، معظمها للمسنين.

وفي نفس الوقت لا يعي بعض أولياء الأمور أهمية تعزيز بنية أبنائهم جيدا، حيث يهتمون بدراسة أبنائهم كثيرا. نتيجة ذلك أن يتنقل بعض التلاميذ بين عدة دورات تدريبية مختلفة في وقت الفراغ، دون أن يكون لديهم وقت للمارسة الرياضة.

مستوى معرفة التلاميذ والطلاب بأهمية بنيتهم يتباين من شخص إلى آخر. بين الجامعيين هناك حالة استقطاب، فالذين يهتمون ببنيتهم يكون اهتمامهم مفرطا، بينما الذين لا يهتمون بها تسيطر عليهم فكرة.. أنا شاب، صحتي قوية، ممارسة الرياضية البدنية أمر سيأتي في المستقبل.

وطالب /يانغ قوي رن/ بضرورة تكوين عادة ممارسة الرياضة البدنية، موضحا أن هذا لا يعتمد على مختلف الأنظمة في المدارس، بل يحتاج إلى تأثير الخلفية الثقافية. ويشير إلى أنه في في الدول الغربية، عندما تصل التنمية الاجتماعية إلى مستوى معين، يحتاج الناس إلى رفع نوعية الحياة، مثلا، ممارسة الرياضة البدنية، والتلاميذ فيها لا يواجهون ضغطا كبيرا منذ المرحلة الابتدائية، لديهم وقت كثير للرياضة البدنية، لذلك وعي الطلاب لممارسة الرياضة البدنية في الدول الغربية أفضل من الطلاب الصينيين.

البعض في الصين يصف ممارسة الرياضة البدنية بالصين بأنها رياضة الشمس الغاربة، معنى ذلك أن الذين يمارسون الرياضة البدنية معظمهم من المسنين. إذن متى تصبح ممارسة الرياضة البدنية عند الشباب أحد مطالبهم التي يرغبون فيها حقا؟

تقوم وزارة التربية والتعليم ببعض الإصلاحات، مثلا زيادة حصة واحدة لدرس الرياضة البدنية أسبوعيا في مرحلة التعليم الإلزامي.

كما تغير هدف درس الرياضة البدنية. وتطبق بعض المناطق تجريبيا مطالبة كل طالب، إلى جانب الامتحان، تعلم لعبتين رياضيتين على الأقل مثل كرة الريش أو كرة الطاولة، تتمنى الوحدة المسؤولة أن يستفيد الطلاب من المهارات الجديدة طول حياتهم.

توجد تغيرات صغيرة في الأجهزة الرياضية، مثلا، كان حامل كرة السلة القديم في المدارس الابتدائية يصمم وفق معايير البالغين، فلا يناسب التلاميذ، بينما الحامل الجديد انخفض قليلا، ويناسب للتلاميذ.

المهرجان الرياضي الجامعي الذي اختتم قبل أيام طرح شعار: "لنمارس الرياضة البدنية ساعة واحدة يوميا، لنعمل 50 سنة وصحتنا قوية، ونعيش حياةسعيدة طوال عمرنا". قال /يانغ قوي رن/ إننا نفكر في كيفية إثارة حماس الطلاب وتهيئة جو رياضي، ليقوم كل الطلاب بالرياضة البدنية. لكن هذا الأمر بحاجة إلى تعاون كل المجتمع.