عندما أثعلن عن تمائم أولمبياد بكين دخل معها اسم الفنان الصيني المشهور، /هان مي لين/ بيت كل صيني. هذا الفنان الذي واجه انتكاسات ومصاعب جديدة ولكنه دائما أبدا مفعم كان المسئول الأول عن فريق تصميم تمائم أولمبياد بكين. التمائم التي تسمى بالصينية "فووا"، عبارة عن خمس عرائس للسعادة بكل ما تثيره من اهتمام وثناء ومدح وتهليل، كل ذلك سيصبح جزءا هاما في حياته قبل انتهاء دورة بكين بل لسنواتعديدة بعدها. لقد ولد التعب والهموم والسعادة والفخر مع ولادة التمائم، فيما يراه الناس قد أصبح "ماضيا"، لكنه بداية للتذوق والتفكير الهادئ في رأي/هان مي لين/.

كلمة "الصين" ممزوجة في كل خلية من خلايا التمائم

حول تصميم التمائم قال /هان مي لين/ متأثرا "إن تصميم التمائم يختلف عن الابداع العادي، إنها إبداع جماعي لمليار وثلاثمائة مليون صيني، يشتمل على كثير من المسؤوليات والتمنيات." عندما اختير رئيسا لفريق تصميم تمائم أولمبياد بكين، شعر بثقل المسؤولية على كتفه. "كنت أشعر دائما أن المليار وثلاثمائة مليون صيني حملوني هذه الرسالة، عيونهم جميعا علي، ماذا أصمم للصينيين، شأني شأن حامل راية أمام الصفوف الكبيرة، والراية هي الأمة الصينية، هي ثقافة الأمة الصينية."

يشتهر /هان مي لين/ بالنحت وتصميم أعمال الفنون التطبيقية في أوساط الفن. من أعماله المشهورة: تماثيل النمور الضخمة على شاطيء البحر بمدينة داليان، يعتبر هذا العمل أحد الأعمال النموذجية للتماثيل في المدن في السنوات الأخيرة، لأنه يعبر عن ملامح المدينة بأشكال قديمة وبسيطة؛ علامة طلب مدينة بكين لاستضافة الأولمبياد تستخدم الخطوط المنسابة للتعبير عن الصور المتنوعة، وتجعل الحركة والجمال الرياضي يظهران أمام العيون حقيقيا. قال /هان مي لين/ إنه أبدع إبداعا ذاتيا في الماضي، ولديه مجال واسع لإظهار الشخصية الذاتية بحرية، لكن هذه المرة مختلفة، المسؤولية كبيرة غير مسبوقة، وعملية العمل تختف عن الماضي كثيرا. أمام التفكير في الجهات المعنية المختلفة والآراء والاقتراحات والتوجيهات المختلفة، كان عليه أن يختار ويصلح ويعدل ويراجع بجرأة وبحذر، ليجد موقع اختراق مناسبا.

قال متأثرا: "هل تعرف؟ ولادة عرائس السعادة الخمس الصغيرة بعد 5-6 مرات وتغيير المصممين، و50-60 مرة من تعديل مشروعات التصميم، ورسم 4-5 آلاف نسخة للرسم التوضيحي." في هذه العملية الصعبة، أظهر حماسته للإبداع إلى قمتها، حيث قال: "كنت أريد تصميم صورة تعبر عن الثقافة الصينية ذات المنبع البعيد، وتعبر عن حماسة الشعب الصيني، في هذه الفرصة النادرة جدا، اريد أن أدخل كلمة "الصين" في كل خلية من خلايا التمائم."

الأسلوب القومي والشعور القومي هما جذور روح ابداع الفنان

يشتهر فن /هان مي لين/ بالغرابة والرومانسية والإيجاز والحيوية، لكنه في هذه المرة تخلى عن أسلوب المبالغة والتشويه. عندما سئل عن سبب ميل تصميمه للتمائم إلى الليونة والواقعية، شرح قائلا إن ذلك لزيادة قوة الألفة والمودة لتقبلها شعوب العالم وشعب الصين. "أريد أن امزج حب الأم في هذا التصميم، أريد أولا أن تحبها الأمهات والأطفال بالعالم. طبعا يحبها الآباء أيضا من أجل أولادهم."

في الواقع، كل إبداع يكون متفقا مع طبيعة الفنان وأسلوبه ومستواه الثقافي، حتى يحقق لنفسه سعادة الإبداع. قال /هان مي لين/ إنه كان يفكر، عندما اختار مزج حب الأم في صور التمائم، في كيفية مزج العناصر الثقافية والفنية الممتازة للأمة الصينية في صور التمائم. إ فكر في العرائس ذات الرؤوس الكبيرة التي تحقق فرحا وسعادة في الأعياد التقليدية الصينية، وفكر في قبعة النمر على رؤوس هذه العرائس، وتصفح معلومات عن الأزياء والزينات التقليدية لأكثر من 50 قومية صينية، واكتشف أن 28 قومية يوجد لها قبعات على شكل الزينة على التمائم الحالية. قدم الجمع بين النقاط والخطوط والسطوح في رسوم الفخاريات الملونة الصينية القديمة إلهاما فنيا جديدا. في اختيار الألوان استخدم الألوان الأصلية الصارخة والألوان المتضادة، قال إن ذلك من عادة الصينيين التقليدية للجمال، وهذا يعبر عن حماسة الشعب الصيني العظيمة وفرحه في الأعياد، وربط هذه الألوان بألوان الحلقات الخمس الأولمبية.

استيعاب الفنون الشعبية، والاستكشاف والمزج بين تقاليد الماض والعادات الجديدة، هو هدف يسعى إليه هان مي لين منذ سنوات طويلة. بالنسبة له جذور روح إبداع الفنان هي الاسلوب القومي والشعور القومي والقومية.

شبكة الصين    / 22 نوفمبر 2005 /