ثقافة

اقتصاد

دوليات

محليات

الصين تدخل مناهج تعلمية لبناء أخلاق الأطفال

كشف تحقيق عن المؤهلات الشخصية للأطفال الصينيين في العام الماضي انه ظهرت بدرجات متفاوتة وسط قرابة نصف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3سنوات و18 سنة عادات سيئة مثل سوء التعاون مع الآخرين وكره العمل وعدم الالتزام بالنظام وضعف النفسية وغيرها. ومن أجل تغيير هذه الحال بدأ اتحاد النساء لعموم الصين ووزارة التربية والتعليم الصينية "خطة لبناء اخلاق المواطن الصغير" في فبراير هذا العام لتعزيز التعليم الخلقي للأطفال .

في الصين حوالي 300مليون طفل دون 18سنة . اعتبارا من أواخر سبعينات القرن الماضي نفًذت الحكومة الصينية سياسة لتنظيم الأسرة شجًعت بها على انجاب ولد واحد من زوجين ، وبالتالي أصبح معظم الأطفال بالصين وخاصة في المدن أطفالا وحيدين لوالديهم . لذا في كثير من العائلات بالصين يتسابق الأبوان ووالدا الأب ووالدا الأمً في تدليل الطفل الوحيد . وإنً الافراط في التدليل جعل الأطفال يتعوًدون على اعتبار أنفسهم مركزا هاما ولا يعتنون بالآخرين ويفرطون في الاعتماد على أولياء أمورهم ، فظهرت لديهم العادات السيئة السالفة الذكر في الأخلاق.

ومن أجل حل هذه المشاكل ، بدأت الصين تدرس منهج الأخلاق في المدارس الابتدائية والثانوية اعتبارا من سبتمبر الماضي، ثم بدأت تنفيذ " خطة بناء أخلاق المواطن الصغير" بهدف تعزيز التعليم الخلقي لكي يتبنًي الأطفال المفاهيم الأساسية للأخلاق الاجتماعية والمسؤولية الاجتماعية ويكتسبون عادات طيبة في السلوك الاجتماعي . وقالت السيدة قو شيو ليان نائبة رئيس اتحاد النساء لعموم الصين :

" إنً تنفيذ خطة بناء اخلاق المواطن الصغير بالصين ممارسة عملية ذات أهمية بالغة تشجًع الأطفال المعاصرين على تهذيب أخلاقهم ورفع مؤهلاتهم الشخصية . وأتمني أن يتعلًم الأطفال العلم والابداع في حين بناء مؤهلات خلقية طيبة أثناء سيرتهم التعليمية . "

وإن خطة بناء اخلاق المواطن الصغير بشعار "أكون مواطنا صغيرا طيبا"، طرحت حسب خصائص الاطفال عملية "خمسة صغار" ، ألا وهي تشجيع الطفل أن يكون مساعدا صغيرا للوالدين بالبيت ، ورفيقا صغيرا للزملاء بالمدرسة ، ونموذجا صغيرا في مساعدة الاخرين والانضباط الذاتي بالمجتمع ، وحارسا صغيرا في حماية البيئة ، وصاحبا صغيرا مسيطرا علي نفسه .

ومنذ شهور جرت نشاطات متنوعة تحت شعار " أكون مواطنا صغيرا طيبا" في مختلف المناطق الصينية بصورة واسعة . مثلا جرت في مقاطعة شنسي شمال غربي الصين نشاطات الخطابة وكتابة المقالات التي اشترك فيها الأطفال.كما أقيم في مقاطعة قوانغدونغ الواقعة على السواحل الجنوبية منتدي بعنوان " أترعرع مع والديً " شارك فيه الأطفال مع أولياء أمورهم .

إن السيدة باي شيو ليان مدرسة للغة الصينية بالصف الخامس في مدرسة قوتشينغ الابتدائية ببكين ، وأخبرت المراسل أنً مدرستها طلبت من التلاميذ أثناء اجراء هذا النشاط أن يتبنًوا وعي الاعتماد على النفس في حين العناية بالآخرين ومساعدة الآخرين وقالت للمراسل :

" منذ اجراء هذا النشاط أجد أن التلاميذ بدأوا يفكرون في الآخرين أكثر ، وعندما يفعلون شيئا ما يفكرون أولا فيما اذا كان فعلهم يفيد الاخرين أم لا . قد تغير كثير من التلاميذ بصورة ملحوظة بفضل هذا النشاط. مثلا كان بعضهم يلعبون بمفردهم أثناء الاستراحة ويضجًون بالصراخ دائما، ولكنهم صحًحوا أخطاءهم بعد اجراء هذا النشاط،فلا يضجون الآن أثناء اللعب لكي لا يؤثروا على راحة الاخرين."

وقد تغير كثير من الأطفال الصينيين تغيًرا كبيرا عبر مشاركتهم في النشاط بشعار " أكون مواطنا صغيرا طيبا " . في مدينة تيانجين عرف الطفل سون تشينغ في 10من عمره تركيب الأزرار ، وفي شانغهاي المدينة الكبري بالصين عرفت الطفلة لينشينغ في 11من عمرها طبخ الأطباق وأعدًت بمفردها وجبة عشاء لعائلتها في نهاية الأسبوع . إنً التلميذ فنغ يينغ بو بمدرسة هوقوانغبينغ ببكين والذي بلغ عمره 12سنة ، أخبر المراسل ما طرأ عليه من تغيًرات، اذ قال :

" أصبحت أكثر جدًية مما كنت عليه في الماضي . كنت لا أطوي لحافا بعد قيامي من النوم كل صباح ، ولكنًي الآن لا أطوي لحافا فحسب ، بل أؤدًي أعمالا منزلية أخري مثل كنس الأرض وترتيب الغرف وغسل الأطباق وغيرها ، وأكاد أؤدًي هذه الأعمال المنزلية كل يوم ."

علم أنً بعض الأطفال يتبنًون وعي حماية البيئة عبر اجراء هذا النشاط . وهم لا يعتنون بالبيئة بأنفسهم فقط ، بل يضفون تأثيرات على من بجوارهم للانضمام الى صفوف حماية البيئة . فقد نجح الصبي البكيني لي تشينغ يوان في 10من العمر في اقناع والده الذي يدير مطعما ألاً يقدًم للضيوف عيدان الطعام التي تستعمل مرة واحدة بهدف حماية ثروات الغابات .

ومن أجل توسيع هذا النشاط لتمكين المزيد من الأطفال وأولياء أمورهم التعرًف عليه والمشاركة فيه ، جرت في مختلف المناطق بالصين نشاطات اعلامية كبيرة الحجم في عيد الأطفال العالمي هذا العام .

أقام أطفال بكين في ذلك اليوم مائة مركز اعلامي بكل المدينة ، حيث نشروا خطة " المواطن الصغير " عبر الغناء والرقص وتلاوة القصائد وغيرها من الوسائل الفنية ، كما نظم بعض العشًاق الصغار لأوبرا بكين كلمات جديدة لمقطوعات أوبرا بكين التقليدية للتوعية بهذا النشاط وأدًوها في تلك المراكز . ووزًع الأطفال مطبوعات التوعية على الجماهير داعين المجتمع كله الى العناية بهذا النشاط ودعمه . ووقًع عشرات الآلاف من الأطفال أسماءهم على اللوحة الطويلة المطبوعة بكلمات " إنً المشاركة في نشاط " المواطن الصغير " هو تحسين الذات " وذلك للتعبير عن عزمهم على أن يصبحوا مواطنين صغارا طيًبين .

اذاعة الصين الدولية / 4 يوليو 2002 /